ألقت مخابرات الجيش اليوم الجمعة القبض على أحد أعضاء خليّة خالد التلاوي المسؤولة عن جريمة كفتون_ ويُدعى أحمد الشامي وملقّب ب “أنس”، وجدوه مختبئاً في منطقة كفرشلان في شمال لبنان. وقد أودت جريمة كفتون بثلاثة من أبناء البلدة، وبحياة أربعة عسكريين استشهدوا خلال مداهمة أعضاء منفذي الجريمة في جبل البداوي – المنية في طرابلس. وتم تداول صور وفيديو عملية الإعتقال بكثافةٍ على مواقع التواصل. لكن هل هذا يعني أنّ مسلسل الإرهاب انتهى في لبنان؟
اعتبر الإعلامي حسين مرتضى في حديثٍ لـ “أحوال” أنَّ تداعيات جريمة كفتون ما زالت مستمرة، ولفت إلى تخوّف كبير مما كان قد يحصل لو نجحت هذه الخلية الإرهابية بمهمتها. وأكّد مرتضى أنَّ الأمر لم ينته بعد، “فلا يمكننا القول إنّ المجموعة الإرهابية هذه قد تم تفكيكها كلها، وهي ليست خلية منفردة.” وأشار إلى معلومات تؤكد أنَّ هناك العديد من الخلايا الإرهابية المنتشرة في كل لبنان وخصوصاً في الشمال.
وقال مرتضى إنّ انخراط العديد من الجهات السياسية اللبنانية في الحرب السورية منذ عدة سنوات لا يُخفى على أحدٍ، مشيراً إلى تجنيدها “إرهابيين في لبنان لإرسالهم إلى سوريا”، حيث قُتل البعض منهم والبعض الأخر عاد إلى لبنان ونفذ عملياتٍ إرهابية، وتوارى جزء كبيرٌ منهم عن الأنظار. وتابع مرتضى، بعد أن استعاد الجيش السوري والمقاومة زمام الأمور في الميدان السوري والسيطرة على الحدود اللبنانية – السورية وتحديداً بعد تطهير الجرود اللبنانية من الجماعات المسلحة، بقي العديد من هؤلاء الإرهابيين خلايا نائمة في الأراضي اللبنانية، وعند أقرب فرصة يحاولون تنفيذ عملياتٍ لضرب الإستقرار اللبناني.
ورأى مرتضى، أنّه في ظل الإنقسام السياسي الحاد والإنفلات الأمني المنتشر، هناك محاولاتٍ من بعض القوى للعزف على وتر الملف الأمني والتهديد والوعيد للحصول على مكتسبات في السياسة. وأضاف، لدى المعنيين معلومات أنَّ هناك بعض الدول الإقليمية تحاول كما سابقاً الاستفادة من الخلايا النائمة في لبنان وإعادة إحيائها للقيام بأعمالٍ أمنيةٍ تحاول تغيير الخارطة السياسية عبر زرع الفتنة. وأكّد مرتضى أنَّ خطورة هذه المجموعات هي بكونها مدرّبة على العمل بأسلوب “الذئاب المنفردة” بحال فقدت الاتصال بقيادتها، أي أنّها تستطيع أخذ القرار وحدها وتنفذ عملياتٍ إرهابية.
أمّا عن التعاون الأمني بين الجيش اللبناني وحزب الله، فرأى مرتضى أنَّ الحزب يملك داتا معلومات وأسماء كبيرة جمعها خلال خوضه الحرب في سوريا، كما أنَّ فرع المخابرات في الجيش اللبناني يتمتع بشبكةٍ استخباراتيةٍ كبيرة، ولديه الخبرة التي اكتسبها من الأحداث في لبنان وتحديداً في السنوات الماضية الأخيرة، ولفت أنَّ نجاح الأمن في أي بلدٍ يعتمد على التنسيق بين الأجهزة فيه، لذلك من الطبيعي “أن يكون هناك تنسيقٌ قوي بين جهاز أمن المقاومة والجيش اللبناني لحماية لبنان من الأخطار.”
يبدو أنّ مسلسل الإرهاب ما زال مستمراً في لبنان مدعوماً بقوى محلية وخارجية تستغل خلافات اللبنانيين بين بعضهم وتتغلّل فيما بينهم لتنفيذ أجنداتها، لعلّها تكون جرس إنذارٍ للقوى السياسية أن تسارع إلى حل الأزمات كي تجنب البلد خطر الإرهاب.
محمد شمس الدين